الاثنين، 27 مارس 2017

علي عزت بيجوفيتش الرئيس الراحل لجمهورية البوسنة والهرسك








علي عزت بيجوفيتش و أصول عائلته المسلمة .
اسمه ونسبه : 


علي مصطفى علي عزت بيجوفيتش
و قد عُرف و اشتهر في الواقع الإجتماعي والسياسي والثقافي العربي والأجنبي باسم ( علي عزت بيجوفيتش - Alija Izetbegovic ) وسميّ علياً تيمناً باسم جدّه إذ يقول : " أعلم أن جدّي الذي كان يسمى علي وسميت على اسمه ... " .

و أبوه مصطفى ، و يندر أو لا يكاد يرد ذكر اسمه في ما وقع بين يدي من مصادر عربية .
أما اسم عائلـته ( عزت بيجوفيتش – Izetbegovic ) فتعني ( ابن عزت بِك ) ، حيث المقــطع ( بيج ) أصله إلى كلمة ( بِكْ ) أحد ألقاب الرفعة و التكريم التي كانت تقدمها السلطات العثمانية ، وفي هذا إشارة إلى مكانة عائلته الرفيعة في فترة الخلافة العثمانية للبوسنة والهرسك . 

و تعـني ( فيتش – vic ) على غرار ما يرد في الأنساب العربية ( ابن – آل ) ، وبهـا يشـتهر أهـل البوسـنة والهرسـك كـما نلاحظ أثنـاء قـراءة أنـسابهم حيث تلـحق بآخـرها مثـل : ابراهيموفيتش ، خليلوفيتش و غير ذلك .

مولده : 

ولد الحر علي عزت بيجوفيتش من أسرة مسلمة عريقة عام 1344 هـ / 1925 م في مدينة بوسانسكي شاماتس شمال غرب البوسنة و في منزل يطل على أكبر نهرين من أنهار البوسنة هما نهر البوسنة ونهر السافا  
في أسرة عريقة في إسلامها. والمعروف أن الإسلام دخل إلى منطقة البلقان على يد العثمانيين بعد معركة "كوسوفا" الشهيرة سنة 792هـ = 1389م بعدما انتصروا على الصرب. ثم دخل الإسلام البوسنة سنة 868هـ = 1463م، واعتنق البوسنويون الإسلام، وعُرف مسلموها بالبوشناق، وظلوا خاضعين للدولة العثمانية حوالي 415 عاما، وبعد زوال الحكم العثماني تعرض المسلمون فيها لاضطهاد ديني وعرقي متكرر؛ أدى إلى نزوح عدد كبير من السكان إلى تركيا، ولم يُسمح للمسلمين لعقود طويلة بممارسة حقهم في إدارة شئونهم، فضلا عن المذابح والانتهاكات الرهيبة التي تعرضوا لها في فترات متعاقبة لمحو إسلامهم وهويتهم.  


أسرته ونشأته : 

تُعدّ بلغراد مسقط رأس جَدّه علي ، و بها عـاش حتى عام 1285 هـ / 1868 م الذي رحل فيه المسلمون من مدينة بلغراد في مجموعات و إلى اتجاهات مختلفة كانت إحداها إلى البوسنة متضمنة الجدّ علي بيجوفيتش ، و قد منحها السلطان عزيز أرضاً عند مصب نهري البوسنة وسافا على الجانب الأيمن من البوسنة بالقرب من شاماتس التي أطلق عليها اسـم ( عزيزية ) تيمنا باسم السلطان ، وحينئذ لم تكن بلدة شاماتس إلا أرضاً فراغ ، بُنيت و وُجدت فيما بعد من قِبل العائلات المستقرة بها . 

وكان جدّه ممن التحق بالخدمة في الجيش التركي وتزوج من جدّته و تدعى ( صدِّيقة ) وكانت فتاة تركية من مواليد إسكيودار إحدى ضواحي إسطنبول على الضفة الشرقية الآسيوية من مضيق البوسفور . 





وقبل الحرب العالمية الأولى شغل جدّه منصب عمدة ( رئيس بلدية ) لبلدة شاماتس ، وله من المكانة الرفيعة أن زار بلاط الحاكم النمساوي الذي يحكم بلغراد آنذاك، و لعب دوراً كبيراً في حماية الصرب و إنقاذ أربعين منهم من قبضة الجيش النمساوي الذي شرع بأخذ رهائن من البوسنة والهرسك بعد إغتيال ولي عهد النمسا فيردناند عام 1332 هـ / 1914 م في سراييفو. 

وردّ مجموعة من الصرب جميل الجدّ عليهم بعد زمن للحفيد الشاب علي عزت فتوسطوا له حينما اعتقله التشتنيك عام 1363 هـ / 1944 م فأطلـقوا سراحه ، و عبر بيجـوفيتش عن خـطورة هذا الإعتقال بقوله : " بفضل هذه الحادثة غادرت المكان ورأسي فوق كتفي ". 

و أنجبت الجدّة ( صدِّيقة ) والده مصطفى و الذي تزوج من أمه واسمها هِبة – و التي تنتمي لعائلة ذو مكانة إجتماعية رفيعة أيضاً – عام 1339 هـ / 1921 م بعد وفاة زوجته الأولى التي أنجبت له ولدين . فيما أنجبت هِبة ثلاثة بنات وولدين ، يمثل علي عزت أكبرهما بعد أختيه .

و تتجلى بعض الملامح الشخصية للعائلة العريقة في وصف علي عزت بقوله : " لقد كنت أجمع صفات والدي في كل شيء . فمن الناحية الجسدية كنت أشبه أمي و أخوالي ، وهذا ما لم يسعدني لأنني كنت أريد أن أشبه والدي الذي كان أنيقاً وذا بنية جيدة . ولكني كنت أشبه والدي من حيث الشخصية ، فلقد كان جميع أقارب أمي منفتحين و اجتماعيين بينما كنا نحن أبناء عائلة عزت بيجوفيتش انطوائيين وقليلي الكلام " . 

عمل أبوه في التجارة ، فكان تاجرا ثرياً في بوسانسكي شاماتس ، ثم ما لبث أن خسر وانهارت تجارته إثر خداع شريكه له ، ثم عمل كاتباً في شركة صغيرة بسراييفو بعد أن انتقل للعيش فيها بين أقارب زوجته الذين يكنّون له كثير احترام ، حيث كان بينهم حكماً وقاضـياً يُنصَت لقوله فيما يحِل على العائلة من مشاكل أسرية . 

و على الجبهة الإيطالية أثناء الحرب العالمية الأولى أصيب الأب مصطفى إصابة خطيرة ، تطورت فيما بعد إلى نوع من الشلل ، فظل حبيس الفراش آخر عشر سنوات من حياته مما كان له عميق أثر على طفولة علي عزت . 

و حين انتقل علي عزت للعيش بسراييفو إثر خسارة والده لتجارته ، كان آنذاك قد بلغ السنتين من عمره عام 1346 هـ / 1927 م ، فنشأ بها وعاش ودرس وتعلم في مدارسها وانتمى إليها إذ يقول : " لهذا السبب أشعر أنني أنتمي إلى سراييفو أكثر من إنتمائي إلى شاماتس "


علي عزت مفكراً ومؤلفاً 

الرئيس علي عزت مفكر عميق، يغوص في الأعماق، ويأبى أن يعوم فوق السطح، ومثقف أخذ نفسه وأحاطها بألوان الثقافة العصرية، كما ثقف العلوم الشرعية، وقرأ الكتب الفكرية الإسلامية المعاصرة، وجمع بين أصناف تلك العلوم التي حصلها من مصادرها الأمينة الموثوقة، غربية وإسلامية، فكان لنا منه مفكر عميق، ودارس واع للتيارات الفكرية المعاصرة، وثقفٌ لقفٌ قرأ فوعى، وكتب فأوعى، ولكنه لم يتفرغ للكتابة، لأن هموم الأمة الإسلامية عامة، وهموم مسلمي البلقان خاصة، والمحن والابتلاءات التي مرّوا بها، والمآسي والكوارث التي نزلت بهم. كان كل هذا يشغل الحيّز الكبير من حياته وحركته وتفكيره، فقد كان يكافح على عدة محاور، ولو تفرغ للقراءة والكتابة لكان لنا منه مؤلف كبير، ولزوّدنا بثقافة ثرّة، ولأغنى المكتبة الإسلامية بمؤلفات قيمة، ولكن الخير فيما يختاره الله، ولقد سدّ الرجل ثغرات في المسيرة السياسية والكفاحية لمسلمي البوسنة والهرسك، ما كان غيره ليقوى على سدّها، والله أعلم. ومع ذلك، ألّف الرجل عدّة كتب، وكتب العديد من الأبحاث، وقدّم الكثير من المحاضرات، في ميادين فكرية وسياسية ودعوية. ومن هذه الكتب التي ألفها:
 1- هروبي إلى الحرية. كتبه في السجن، عندما اعتقله الشيوعيون عام 1949 بسبب نشاطه السياسي، ولانتمائه إلى جمعية الشبان المسلمين، وحكموا عليه بالسجن مدة خمس سنوات. 
2- عوائق النهضة الإسلامية. 
3- الأقليات الإسلامية في الدول الشيوعية. 
4- البيان الإسلامي. وهو مجموعة مقالات كان نشرها في مجلة (تاكفين) باسم مستعار. وهذه المجلة كانت تصدرها جمعية العلماء في البوسنة، وكان يقرؤها خمسون ألف مسلم، وقد جمعها ابنه الأستاذ بكر، وأصدرها في كتاب بعنوان (البيان الإسلامي) وهو شرح لأساسيات النظام الإسلامي، وقد أثار نشر هذا الكتاب ضجة كبيرة. 
5 - الإسلام بين الشرق والغرب. وهذا الكتاب الكبير هو أشبه بموسوعة علمية، هزّ به أركان العالم الغربي، فقد خاطب به قادة الفكر هناك، وكان فيه عالما وفيلسوفا وأديباً وفناناً مسلماً تمثّل كلّ ما أنجزته الحضارة الغربية، ثم ارتقى بتلك العلوم عندما ربطها بهدي السماء الذي جاء به الإسلام. وقد اتسق منهجه التحليلي في الكتاب في تقصي الحقائق، مع هدفه الذي عبّر عنه بقوله : "لكي نفهم العالم فهماً صحيحاً، لا بدّ أن نعرف المصادر الحقيقية للأفكار التي تحكم هذا العالم، وأن نعرف معانيها". نال الرئيس المفكر الداعية علي عزت العديد من الجوائز، ولم يكن يتطلع إليها، ولا يسعى لنوالها، بل كانت هي التي تأتيه طوعاً، فقد عرفه البوسنيون، والعرب، والمسلمون، والمثقفون، والسياسيون من سائر الأجناس، وكان عارفو فضله ومقامه في ميادين السياسة، والفكر، والدعوة هم الذين يرشحونه، وهم الذين يمنحونه الجائزة تلو الجائزة، ومن هذه الجوائز:

 1- جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1993م. 
2- جائزة (مفكر العام) من مؤسسة علي وعثمان حافظ عام 1996. 
3- جائزة مولانا جلال الدين الرومي الدولية لخدمة الإسلام في تركيا. 
4- جائزة الدفاع عن الديموقراطية الدولية، من المركز الأمريكي للدفاع عن الديموقراطيات والحريات. 
5- جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم (رمضان 1422هـ)، تقديراً لجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين .


حكم واقوال علي عزت بيجوفيتش




- مهما يكن الأمر، فإن البشر أما أخيار وأما أشرار، ولكنهم ليسوا أبرياء

   

- إن ما يُسمى بوسائل الإعلام الجماهيرية ..هى في الحقيقة وسائل للتلاعب في الجماهير. 


- من يصنع الأكثرية في البلد الأذكياء أم الأغبياء ؟ القوة للأسف إلى جانب الأكثرية. 

- القراءة المبالغ فيها لا تجعلنا أذكياء, بعض الناس يبتلعون الكتب وهم يفعلون ذلك بدون فاصل للتفكير، وهو ضروري لكي يُهضم المقروء ويُبني ويُتبني ويُفهم.
   
- حل التليفزيون محل الأدب والتفكير، وبالتالي إستطاع أن يقلص النشاط الفكري، إنه يقدم حلولاً جاهزة لجميع مشكلات الحياة. 
   
- أي تلاعب بالناس حتى ولو كان في مصلحتهم هو أمر لا إنساني، ان تفكر بالنيابة عنهم وأن ُتحررهم من مسؤولياتهم وإلتزاماتهم هو أيضاً لا إنساني. 
   
- أثبت علم نفس الجماهير كما أكدت الخبرة، أنه من الممكن التأثير على الناس من خلال التكرار المُلح لإقناعهم بخرافات لا علاقة لها بالواقع.
   
- يكون الحيوان خطيرا عندما يكون جائعاً .. أما الإنسان فيكون خطيراً عندما يشبع. 
- هناك أشخاص يظنون أن إنتمائهم الديني يمنعهم من فريضة التفكير.
   
- إن كل قوة في العالم تبدأ بثبات أخلاقي وكل هزيمة تبدأ بانهيار أخلاقي. 
   
- إذا كان من الممكن استلام السلطة بالوعود فإن الحفاظ عليها لا يكون إلا بالنتائج.
   
- إن داروين ومايكل أنجلو يمثلان فكرتين مختلفتين عن الإنسان وحقيقتين متعارضتين عن أصله ولن ينتصر أحدهما على الآخر لأن أحدهما مدعم بعدد هائل من الحقائق يستحيل تفنيدها بينما الآخر مستقر في قلوب جميع البشر.
   
- لا تقتل البعوض وإنما جفّف المستنقعات.
   
- حين نعلّم الإنسان التفكير فإنّنا نحرّره وحين نلقّنه فإنّنا نضمّه للقطيع.
   
- وصل الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش إلى صلاة الجمعة وهو متأخر , وكان قد اعتاد الصلاة في الصفوف الأمامية , ففتح له الناس الطريق إلى أن وصل الصف الأول فاستدار للمصلين بغضب وقال مقولته الشهيرة : هكذا تصنعون طواغيتكم.
   
- البحث عن المصائب ليس شجاعة وإنما غباء .. الشجاعة هي الاستعداد لمواجهة المصائب التي لا مهرب منها برباطة جأش.
   
- ينتاب الإنسان شعور أحياناً بضرورة إحراق كل هذا التاريخ المجيد الذي أصبح ملاذاً لحسراتنا ونحيبنا ولحياتنا المبنية على الذكريات ! وقد يكون من الأفضل أن نهدم كل تلك الآثار البديعة ، إن كان ذلك شرطاً لأن ندرك أخيراً أننا لا نستطيع العيش من التاريخ ، وأننا يجب أن نعمل للإسلام شيئاً بأيدينا. 
   
- لو عرضت علي الحياة مرة أخرى لرفضتها .. لكن لو كان علي أن أولد من جديد لاخترت حياتي.

- أقول جملة للتاريخ لاعطي الحق لمن ضحوا من أجل الاسلام و المسلمين في كل مكان : لولا الاخوان المسلمون اضاعت البوسنة و الهرسك
• من مذكرات
الرئيس الراحل علي عزت بيجوفيتش



قال حسن نصر الله :
نحن قاتلنا في البوسنة دفاعًا عن السُنة .


فرد عليه الرئيس البوسني
 علي عزت بيجوفيتش في مذكراته وقال :


" أثناء القتل والتهجير الذي كان يتعرض له مسلمي البوسنة ،
أرسلت إيران مبعوثًا لها وعرض علي تقديم المساعدة من غذاء ودواء ومال وسلاح
ولكن بشرط السماح للإيرانيين بنشر التشيُع بين المسلمين البوسنيين ،
فقلت له : " لن نبيع الآخرة من أجل الدنيا ،
 ولن نبيع إسلامنا من أجل حفنة من المساعدات ."


القراءة المبالغ فيها لا تجعلنا اذكياء ، بعض الناس يبتلعون الكتب وهم يفعلون ذلك بدون فاصل للتفكير وهو ضروري لكي يُهضم المقروء ويُبني ويُتبنى ويُفهم .. 
عندما يتحدث اليك الناس يخرجون من أفواههم قطعاً من هيجل و هايديجر أو ماركس في حالة أوليه غير مصاغة جيدا عند القراءة فإن المساهمة الشخصية ضرورية مثلما هو ضروري للنحلة العمل الداخلي والزمن لكي تحول الرحيق الازهار المتجمعة الي عسل .

إن كلاً من الدين والثورة يولدان في مخاض من الألم والمعاناة ويحتضران في الرخاء والرفاهية والترف. حياة الدين والثورة تدوم بدوام النضال والجهاد، حتى إذا تحققا، يبدأ الموت يتسرب إليهما. ففي مرحلة التحقق في الواقع العملي يُنتجان مؤسسات وأبنية، وهذه المؤسسات نفسها هي التي تقضي عليهما في نهاية الأمر. فالمؤسسات الرسمية لا هي ثورية ولا هي دينية.

الإبادة الجماعية ؛وفقا للتعريف الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل نهائي في 1946م ، هي : "ارتكاب أي عمل بنية الإبادة الكلية أو الجزئية لجماعة ما قومية أو دينية أو عرقية " ؛ هذا العمل يمكن ارتكابه بشكل مباشر أو غير مباشر ، و من ثم فالإبادة ليست قاصرة على الإبادة الجسدية، ولكن أيضا قد تكون بشكل غير مباشر من خلال "وضع جماعة ما في ظروف معيشية تؤدي إلى اضمحلال مؤسساتها السياسية و الاجتماعية و الثقافية ". تعتبر الإبادة الجماعية جريمة دولية ضد الإنسانية .
هروبي الى الحرية/ص190

إن الواجبات التي يفرضها القرآن متساوية تماما في حق الرجل والمرأة ولا فرق بين الرجل والمرأة في أداء الواجب وتحمل المسؤولية عن أداء أركان الإسلام الخمسة ، 
وكذلك الأمر بالنسبة للواجبات الأخلاقية التي يطالب بها القرآن صراحة أو بطريق غير مباشر ..
إذا فالمسؤولية متساوية بناءً على أن القيمة متساوية لأن كل قانون يجعل القيمة أساس المسؤولية . 

لا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان خصيماً لكثير من الأضداد المتطرفة : المؤمنون الضعفاء ، والحكام الذين لا يؤمنون بالله ، والنفس النقية في بدن قذر ، والنفس الفاسدة في جسم مهندم .
كان محمد صلى الله عليه وسلم خصيماً للعدالة التي لا قوة تساندها ، كما كان خصيماً للقوة الباغية .
 لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم ليعترض على الغنى والوفرة ، ولكنه كان يصر على الفضيلة مع الغنى ، وكان بالتأكيد ضد الفضيلة العريانة العاجزة التي ليس لها من يحميها
.

لسنا منقسمين إلى أناس أخيار و أناس أشرار فحسب ؛ و لكننا منقسمون إلى أخيار و أشرار في داخلنا . فالانقسام ليس بين الناس و إنما داخلهم . و هناك كذلك انقسام بين الناس إلى أخيار و أشرار ، و لكنه انقسام ثانوي ناشئ عن قدر معين من التوازن بين الخير و الشر داخل الإنسان . الانقسام الأساسي هو المتعلّق بالخير و الشر الموجود داخل الناس . و من ثَمّ ؛ فالصراع صراع ذاتي جوّاني درامي ، و ليس صراعاً اجتماعياً برانياً . الصراع الحقيقي موجود داخل الروح .
هروبي إلى الحرية / ص205


كثيرا ما يرى الناس الحدث الواحد ذاته الذي اشتركوا فيه أو شهدوه معا و يصفونه بشكل مختلف ، و كل واحد يكون مقتنعا تماما بوجهة نظره . كيف نفسر هذا الأمر؟
أعتقد ان التفسير الوحيد هو أن ملاحظاتنا و مشاهداتنا ليست آلية و موضوعية ، بل تمتزج بأفكارنا و مشاعرنا و رغباتنا و اهوائنا . و ينطبق هذا أيضا على رؤيتنا لحدث ما ، وهو ما يؤدي إلى الكثير من وجهات النظر المختلفة ، والعديد من حالات سوء الفهم .
هروبي إلى الحرية 

لا يمكننا أن نبلغ الكمال ، إلا أن هناك شيئا واحدا يمكننا القيام به : أن نحاول باستمرار أن نكون أكثر إنسانية ، أن يحاول كل إنسان أن يكون إنسانا أكثر بقدر الإمكان.
هروبي إلى الحرية . ص 68


كم من أشياء فعلناها وكنا لا نريد حقيقة أن نفعلها ؟ وكم من أشياء ودَدْنا أن نفعلها ولكن لم نفعلها أبدا ؟ 
 إذن، هناك عالمان : عالم القلب وعالم الطبيعة .فالرغبة قد لا تتحقق ولكنها حقيقة في عالم قلوبنا ، حقيقة كاملة ، ومن جهة أخرى ، يقع الفعل بالصدفة المحضة ،فعل لم يكن مقصودا ولكنه حدث كاملا في العالم الطبيعي ، ولم يحدث مطلقا في العالم الآخر ، عالم الحياة الجوانية .


الإنسان في حقيقته فرد لا سبيل إلى إبرائه من فرديته، فهو يأنف الحياة في قطيع وغير قادر على ذلك، لكن يوجد نوع من الناس، أقل إنسانية من غيرهم، يتقبّلون الوظيفة والنظام والتماثل وسيادة الدولة فوق الأفراد. ولأنه يوجد نمط آخر من الناس أكثر فاعلية، فإنهم يتمكنون من فرض آرائهم على الآخرين الذين هم أقل فاعلية. وقد كان العساكر دائمًا أكثر فاعلية من الشعراء. هذه الحقيقة المأساوية تكشف لنا عن القوة والضعف في كل ما هو إنسان وإنساني.

إن الجندي في معسكره تتوافر له جميع مطالبه الأساسية، من مسكن ومطعم وملبس وعمل. هنا نجد أيضًا النظام والأمن والتنظيم الإداري والصحة، وحتى بعض ألوان من المساواة والتماثل. ومع هذا، فإن أكثرنا يرى أن المعسكرات بكل ما فيها من «مميزات» تعتبر أسوأ نماذج لمجتمع يمكن تخيّله. إن بعض المجتمعات المعاصرة ليست أكثر من معسكرات ضخمة، أو هي أقرب ما تكون إلى المعسكرات. ولا يغيّر من جوهرها تلك الشعارات الرنانة التي تزدان بها.

مقتطفات من كتاب الإسلام بين الشرق و الغرب للرئيس الراحل علي عزت بيجوفيتش



وفاة علي عزت بيجوفيتش

 لقد لقي ربَّه راضياً مرضياً يوم الأحد، التاسع عشر من تشرين الأول المنصرم  سنة 2003 ، عن عمر ناهز الثامنة والسبعين. وقد أعلن راديو البوسنة وفاته، ولم يتمكن مسلمو البوسنة من إعلان الحداد الرسمي عليه، فقد اعترض على ذلك ممثل الصرب في الرئاسة الجماعية، لأن الصرب الحاقدين يعدون الرئيس علي عزت عدوّهم اللدود الذي وقف بدهاء وجرأة وذكاء في وجه أطماعهم في ابتلاع البوسنة والهرسك، من أجل إقامة إمبراطورية صربية طالما حلموا بها.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ التاريخ وحضارة الاسلام 2015 ©