الأحد، 19 مارس 2017

كتيبة الموت عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه



بالتأكيد نسمع في الجيوش عن فرق " الكوماندوز " و فرق العمليات الخاصة و فرق الموت ولكن ستذهلون عندما تعلمون أن هناك و منذ عهد الصحابة من أقام تلك الفرق في مواجهة أقوى الجيوش في ذلك الوقت أمام جيش الروم بل و في معركة من أخطر المعارك ألا و هي معركة " اليرموك " بقيادة سيف الله المسلول " خالد بن الوليد " رضي الله عنه 


كان يوماً عاصفاً وشديداً بكل لحظاته المريرة
فلقد لقيَ بهِ المسلمين من البلاء أعظمه وأصعبة على الأطلاق ..
وعندما تمايزت الرجال وتكاشفت الأبطال ولوت المعركة اعناق الفرسان , ادرك الجميع أنه يوماً لاينسى من أيام المعركة الخالدة ..


- معركة اليرموك وماذا عساي أن أقول عنها وبأي وصفٍ أكون بهِ منصفاً وأصفها,
فيكفي أن نعرف أنها أقوى المعارك الإسلامية وأكثرها ضراوة وأهمها مكانة فهي وبحق تعتبر الأولى من حيث الاستراتيجية والناحية الدينية والإقتصادية بل كان النصر بها كالغيث الذي ارسله الله لـ التخلص من الظلم والقهر والاستعباد لتلك المناطق التي فُتحت من بوابة اليرموك ..

انقضت بهذه المعركة أيامها الثلاث العصيبة وأقبل اليوم الرابع وهو يحمل الموت بعيون المقاتلين
فقد كان رعباً وكان وقتٍ يشيب له الرأس ويطوى بهِ الرجاء ..


عزمت الروم في هذا اليوم أن يكون هو الحاسم والفاصل فالخسائر في كلا الجانبين كبيرة جداً خصوصاً من جانب الروم الذين تعرضوا لأقسى الحملات البطولية من جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد والذي كان يقابل 240 الفاً من جيش الروم بجيش تعداده 36 الفاً فقط من المسلمين 

فأي معجزة هذه التي تقلب الموازين وتحقق النصر في مثل هذه الظروف ..

صمد الجيش الإسلامي الباسل وتجلت روح الإيمان في نفوس صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن معهم من أهل الوفاء وأهل السابقة في الإسلام , 
فكان كل واحدٍ أسداً يذود عن اشباله ويضرب الإمثلة في الشجاعة والإقدام , 
حتى أن النساء في ذلك اليوم نزلن أرض المعركة نصرةً للإسلام والمسلمين , 
فكان حقً على الرجال أن تموت دون هذه النماذج النسائية المشرفة ..


ولأن الفريقين يكاد أن يكون التكافئ بينهما معدوم من حيث العدد والعدة انكشفت ميسرة المسلمين ولأجل أن تتخيلوا وضعية الجيش والتقسيم ساأشرح هذا بإختصار ..

شكل خالد بن الوليد الجيش على طريقة الكراديس وهو أول من اخترع هذا النوع من التشكيل العسكري ..

وعلى التحو التالي وزع خالد المهام على القادة المسلمين :

عمرو بن العاص على ميمنة الجيش وفي قطاعه يكون شرحبيل بن حسنة 
يزيد بن ابي سفيان على ميسرة الجيش 
وفي القلب أبو عبيدة عامر بن الجراح وبين القلب والميسرة يكون عكرمة بن أبي جهل 
وأسند مهمة مؤخرة الجيش لأبي عبيدة 
أما الخيالة فكانت بقيادة خالد بنفسه وهي تعتبر القوة الضاربة والمتحركة بسرعة 
والهدف منها ان تسند كل لواء من هذه الالوية عند الحاجة  ولها الدور البارز والأهم ..


نعود الآن لميسرة الجيش الإسلامي لأن الهدف من كل هذا هو أن اسلط الضوء على قائد الكتيبة الانتحارية ولست بصدد الشرح الكامل لمعركة اليرموك ولكنني احببت ان اضعكم قدر الامكان في الصورة ..

وكما ذكرنا سابقاً بأن المعركة كانت في ذروتها حتى أن الميسرة للمسلمين انكشفت ولاح بالأفق شيئاً كأنه الهزيمة في هذه الجهة , ومازاد من الوضع المتأزم هو أن القلب تعرض لحملة شرسة بقطاع أبو عبيدة وهذا ماجعل خالد بن الوليد يسرع بخيالته لإنقاذ القلب نفسه لأنه الأهم في الجيش ولو أن القلب تم اختراقه فالمعركة انتهت وقتها , 
ضغط خالد بكل قواه في هذه الجبهة وقاتل قتالاً لم يرى مثله وصبر على شدة القتال كما لم يصبر أحداً من قبل ..

اما الميسرة فالوضع بها لايسر وجحافل الروم تخترقها شيئاً فـ شيء حتى انها تمكنت من الوصول إلى أخر أجزاء ميسرة الجيش فماهو الحل هنا خصوصاً وأن خالد لايستطيع ترك مكانه وإلا حلت الكارثة لو أنه قرر أن يسند الميسرة ويترك القلب ..

- الحل هنا 
نعم هنا حيث انطلق فارساً بجواده وكأنه الريح 
فمن يكون هذا الفارس ياترى 
إنه ( عكرمة بن أبي جهل
قائد الكتيبة الانتحارية الذي كان بين القلب والميسرة فماذا فعل هذا الصنديد الباسل عكرمة ..
نزل عن جواده وكسر غمد سيفه وذهب ليتطاحن مع صناديد الروم 
هنا نادى خالد عكرمة من بعيد ,, كيف وهو الصديق الحميم لخالد فقال : 

( لاتفعل ياعكرمة فأن قتلك سيكون شديداً على المسلمين
فقال عكرمة : ( اليك عني ياخالد فلقد كان لك مع الرسول صلى الله عليه وسلم سابقة أما أنا وأبي فلقد كنا أشد الناس على الرسول فدعني أكفر عما سلف مني )

وقال ايضاَ لقد( قاتلت الرسول صلى الله عليه و سلم  في مواطن كثيرة وأفر اليوم من الروم .. هذا لن يكون أبداً ..)
فنادى بعدها عكرمة وهو يقول للمسلمين ( من يبايع على الموت ) فبايعه عمه الحارث بن هشام و أبنه عبدالله وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين
وقاتل عكرمة قتال الأسود وصبر الفهود فلم يتزحزح ولم يجزع من هول الضربات المتتالية بتلك الجهة 
ولم يكتفي بعد أن اوقف هجوم الروم فدحر تقدمهم وقام بهجمة انتحارية على جيش الروم في اربعمائة من الأبطال 
فتخيلوا هذا المشهد
اربعمائة تهجم على جيش كامل مترابط الصفوف ومنضم فقتل منهم زهرة ابطالهم وأشد فرسانهم وقائدين من أهم قادة الروم في تلك الحملة الشرسة التي شنها صنديداً من صناديد الإسلام 
فكان لعكرمة بعد الله الدور البارز في صد هذه الحملة التي كادت أن تعصف بجيش المسلمين ..

وبعد انجلاء اليوم الرابع في اليرموك ذهب خالد يتفقد الشهداء البواسل وإذ بصديقة ورفيق دربه وبطل رابع ايام اليرموك ممداً على الأرض يحتضر فتدمع عين خالد وهو يلقي النظرة الأخيرة ويودع صاحبه البطل قائلاً له ( هنيئاً لك الشهادة ) فمات عكرمة بين أيدي صديقه المقرب سيف الله المسلول ليصرخ خالد وهو يقول ( قل للقاصي والدانئ أن بني مخزوم لايموتون إلا شهداء على اسنة السيوف والرماح ) وينطلق خالد إلى معسكره وقد اختلط في عقله الثأر والإسلام معاً وقد عزم على ان ينهي المعركة بنصراً مأزر للإسلام والمسلمين ففي اليوم السادس قام خالد بأكبر عبقرية وأكبر مخاطرة إذ أنه عزل بفرسانه خيالة الروم عن المشاة وأصبحت المشاة بلا حماية ومرافقة من الخيالة وهذه لعمري لايستطيع فعلها إلا فارساً كخالد فهذا شيء في غاية الصعوبة وفي غاية المخاطرة بل أنه أمر يستحال فعله في المعارك العادية والمتوسطة فكيف في معركة كمعركة اليرموك وأمام هذه الحشود الرهيبة التي تزلزل الأرض من تحت أقدامها ..

هكذا انتهت هذه المعركة الخالدة في التاريخ التي ماعرف الإسلام مثلها وهكذا رأينا نماذج إسلامية رائعة لن ننساها ولن ينساها سهل اليرموك كان عكرمة رضي الله عنه وارضاه واحداً من ابرزها فاللهم تقبله في الشهداء وأجمعنا بهِ مع أحبتنا في جنانك يارب العالمين .


هناك 3 تعليقات:

  1. ارجو الاجابه بالمصدر والوثاق

    ردحذف
  2. رحم الله قائد كتيبه الموت الاسلاميه الصحابي الجليل عكرمه بن ابي جهل وعمه واصحابه جميعا نعم الصحابه انتم احفادكم الان بحاجه اليكم

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لــ التاريخ وحضارة الاسلام 2015 ©