السبت، 18 مارس 2017

الحاجب المنصور اسمه الذي كان يرعب اروبا





آثــاره تنبيـك عـن أخـباره ✪ حـتى كأنـك بالعـيـان تــراه 

تالله لا يأتي الزمان بمثله ✪  أبدًا ولا يحمي الثغور سوا



#الحاجب المنصوراسمه الذي كان يرعب اروبا :


كان المنصور بن أبي عامر رحمه الله عبقرية فذة،تمثل ذروة النبوغ الشعبي والطموح الفردي، خرج من صفوف الطبقة الوسطي وشق طريقه بساعده وهمته إلي السلطان لم تسفعه في ذلك نشأة ملوكية أو انقلاب عنيف أو عائلة تساعده.و لم يكن عزمه في بلوغ ذلك أقل شـأنا من تألق طالعه وقد وصل المنصور إلي مرتبة من السلطان والقوة لم يصل إليها أحد قبله من أعاظم أمراء الأندلس و لا عبد الرحمن الناصر نفسه.
 ويمكننا أن نقول أن عهد المنصور ألمع صفحة في تاريخ الأندلس الإسلامية،من النواحي السياسية والحضارية و التفوق عسكري الكاسح علي العدو.فقد استطاعت الممالك الصليبية في عهد الناصر أن تنهز فرصة الفتن الداخلية بالأندلس وأن توطد قواها العسكرية وأن تغزو الأندلس غير مرة غزوات مخربة وقد لقي الناصر علي يد الصليبيين غير هزيمة كانت أصعبها عند مدينة سمورة سنة 326 هجرية و هي نفس السنة التي ولد فيها المنصور.أما في عهد المنصور فقد انتهت الممالك الصليبية إلي حالة يرثي لها من الفتكك والضعف.


 واستمرت زهاء ثلث قرن تتلقي ضربات الساحقة المتوالية وقد وصل المنصور في غزواته في شبه الجزيرة إلي مواطن لم يبلغها فاتح مسلم قبله و لا بعده.لقد أدرك المنصور منذ البداية أنه لتحقيق سلام الأندلس يجب سحق الممالك الصليبية و إزالتها من الوجود.


 و من أجل تحقيق هذه الغاية وضع الكثير من الأنظمة المحكمة لتطوير الجيش و تقويته و إستفاد مما أفاض الله عليه من وافر النفقة و العدة في تحويل الأندلس إلى أقوى دولة عسكرية في العالم كله،فقد ظل رحمه الله ربع قرن يقود قواته إلي الجهاد المستمر في أراضي الصليبيين كل ربيع وصيف وفي الوقت نفسه يبعث الحملات العسكرية إلي المغرب لتخوض سلسلة من الحروب الطاحنة ضد العبيديين حتى طردهم كلية من المغرب الإسلامي بل إنه كان يريد تحرير مصر والشام و القضاء النهائي على بني عبيد القداح.


 وقد بلغ من شغف المنصور بالجهاد أنه كان يتولى القيادة بنفسه في سائر غزواته ولم يقعده شئ عن القيادة وكان دائما علي رأس الجيش يقاتل بنفسه،حتى أننا نراه في آخر غزواته يتولي القيادة رغم مرضه ويسير محمولا علي محفة ثم يقضي نحبه وهو علي ذلك الحال مجاهدا في سبيل و دفن معه كما أوصى رحمه الله سائر الغبار الذي جمعه في غزواته ليكون شاهده عند الله.


 و المؤثر في علاقة المنصور بجيشه أنه كان لقوة ذاكرته يعرف كثيرا من الجند بالإسم وكان لا يأكل إلا معهم بل يطعم الجنود بيده.


 نستطيع أن نلاحظ من خلال سرد قصة المنصور أن سياسة العسكري وغزواته كانت تنطوي علي غاية عسكرية وسياسية بعيدة المدى هي سحق الممالك النصرانية.و هي غاية قصرت سياسة المسلمين عن العمل بها منذ البداية. ومن ثم ثم فقد استطاعت الممالك النصرانية أن تعيش وتغدو بمضي الزمن خطرا كبيرا على لأندلس وتم شغل الأندلس في كفاح مدمر مستمر حتى كانت النهاية.فقد قضي المنصور علي حلم وأمل للنصاري فيما عارف بحرب الإسترداد فقد كانت غاية الممالك النصرانية هي أن تبقي فقط تحت رحمة هذا الرجل المرعب و حقيقة أرى أن الأندلس طوال تاريخها لم تعرف رجل مثله بل إن أروبا كلها لم تعرف و لن تعرف رجلا مثله أو يقاربه.


خاتمة :


 قد تتعاطف مع الحاجب المنصور بعد أن تطالع سيرته و قد لا تفعل،غير أننا لا نسطيع في كلتا الحالتين إلا التوقف طويلا لنتأمل بإعجاب تلك الإنجازات التي حققها هذا الرجل بعزمه و إيمانه.


 و يقف القارئ أمام سيرة الحاجب المنصور و ما زال يحمل الكثير من التساؤلات حول شخصية هذا القائد الذي شغل حيزا كبيرا في تاريخ المسلمين،و تتناقض أمام أعينكم صورة هذا الشخص الذي،صعد من أوساط العامة إلى سدة الحكم معتمدا على مواهبه و قدراته الشخصية،و ربما يتخيل البعض أن رجلاً من طراز المنصور بن أبي عامر ربما كان ميكيافيلاً يرى أن الغاية تبرر الوسيلة،فلا يبالي بدين أو شرع من أجل تحقيق أهدافه وطموحاته،و الأمر غير ذلك تماماً،و بشهادة معاصريه وربما بشهادة خصومه أنفسهم.


 لقد عمل المنصور مجاهدا في سبيل الله،و كانت دنياه لأخرته،و لم يحصل منها إلا على تلك الحفنة من التراب التي جمعها من ثياب الجهاد ليلقى وجه ربه الكريم،و هناك في مدينة سالم غاب السيف الذي لطالما ذاد عن حاضر المسلمين بعد حياة حافلة بالجهاد،تاركا لنا كنوزا من الخبرات و التجارب تنتظر من ينقب فيها و يصنع منها للإسلام مجدا آخر،و تبقى صورة المنصور رغم مرور الأيام قدوة للشباب المسلم الطموح الساعي لمجد أمته و رفعتها،و لا أطلب من الله عز و جل إلا أن يجمعنا و إياكم بالمنصور و أقرانه من المجاهدين في جنات النعيم في حضرة رسوله الكريم و آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




المصادر:


دولة الإسلام في الأندلس محمد عبد الله عنان
 قادة الحروب الصليبية المسلمون بسام العسلي




ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ التاريخ وحضارة الاسلام 2015 ©