الاثنين، 27 مارس 2017

مشهد لم ولن يحدث فى تاريخ البشرية كلها .. تعرف علي


 يقول الرسول حامل الرسالة "أخذت أتنقّل من بلد إلى بلد أشهراً حتى وصلت إلى دمشق دار الخلافة فلما وصلت أخذت أتنقل في أحيائها وأُحدِّث نفسي بأن أسأل عن دار السلطان , فأخذت على نفسي إن نطقت باسم السلطان أن أؤخذ أخذاً فلما رأيت أعظم بناءٍ في المدينة , دخلت إليه وإذا أناس يدخلون ويخرجون ويركعون ويسجدون , وإذا بحلقات هذا البناء , فقلت لأحدهم أهذه دار الوالي؟ قال: لا , بل هذا هو المسجد.
قال: صليت ؟ قال: قلت: وما صليت ؟ , قال: وما دينك؟
قال: على دين أهل سمرقند , فجعل يحدثني عن الإسلام حتى اعتنقته وشهدت بالشهادتين ,ثم قلت له: أنا رجل غريب أريد السلطان دلّني عليه يرحمك الله؟ قال أتعني أمير المؤمنين؟ قلت: نعم .
قال: اسلك ذلك الطريق حتى تصل إلى تلك الدار وأشار إلى دار من طين .
فقلت: أتهزأ بي؟
 قال: لا ولكن اسلك هذا الطريق فتلك دار أمير المؤمنين إن كنت تريده , قال: فذهبت واقتربت وإذا برجل يأخذ طيناً ويسدّ به ثُلمة في الدار وامرأة تناوله الطين , قال: فرجعت إلى الذي دلّني وقلت: أسألك عن دار أمير المؤمنين وتدلّني على طيّان! فقال: هو ذاك أمير المؤمنين .

قال: فطرقت الباب وذهبت المرأة وخرج الرجل فسلّم علي ورحّب بي وغسّل يديه, وقال: ما تريد؟ قلت: هذه رسالة من كهنة سمرقند فقرأها ثم قلبها فكتب على ظهرها, ( من عبد الله عمر بن عبدالعزيز إلى عامله في سمرقند أن انصب قاضياً ينظر فيما ذكروا ) , ثم ختمها وناولنيها.

فانطلقت أقول: فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق ماذا تفعل هذه الورقة وهذه الكلمات في إخراج هذه الجيوش العرمرم التى خرج بها المسلمون لفتح العالم وذلك القائد الذي دوّخ شرق الأرض برمتها يقصد " قتيبة بن مسلم الباهلى فاتح الصين وبلاد ما وراء النهر" . 

قال: وعدت بفضل الله مسلماً كلما دخلت بلداً صليت بمسجده وأكرمني أهله , فلما وصلت إلى سمرقند وقرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم الأرض وضاقت عليهم بما رحبت ، ذهبوا بها إلى عامل عمر على سمرقند فنصّب لهم القاضي #جُمَيْع_بن_حاضر_الباجي "قاضى سمرقند لينظر في شكواهم ,ثم اجتمعوا في يوم وسألناه دعوانا  فقلنا اجتاحنا قتيبة, ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا لننظر في أمرنا وقد بعثنا بهذه الرسالة الى خليفة المسلمين عمر بن عبدالعزيز وطلب منكم ان تحكموا بيننا وبين المسلمين فقال القاضي: لخليفة قتيبة وقد مات #قتيبة_مسلم_الباهلي رحمه الله :أنت ما تقول؟
قال: لقد كانت أرضهم خصبة وواسعة فخشي قتيبة إن أذنهم وأمهلهم أن يتحصنوا عليه .
قال القاضي: لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله وما خرجنا فاتحين للأرض أشراً وبطراً , ثم قضى القاضي بإخراج المسلمين على أن يؤذنهم القائد بعد ذلك وفقاً للمبادئ الإسلامية .

 ما ظنّّ أهل سمرقند أنّ تلك الكلمات ستفعل فعلها ما غربت شمس ذلك اليوم ورجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند , خرج الجيش كله ودعوهم إلى الإسلام أو الجزية أو القتال .
فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها , قالوا: هذه أمة حُكمُها رحمة ونعمة , فدخل أغلبهم في دين الله وفُرضت الجزية على الباقين.. 

سمرقند هى من بلاد ما وراء النهر وهى مدينة أوزبكستان حالياً
فعلا مشهد لم ولن يحدث فى تاريخ البشرية ، هذه الواقعة 
ذكرها الطبري عن الطفيل بن مرداس :


الصورة الثانية من صور حياة عمر بن عبد العزيز: يرويها الطبري عن الطفيل بن مرداس، يقول: (إن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة, كتب إلى سليمان بن أبي السري واليه على الصغد كتاباً, قال فيه: اتخذْ في بلادك فنادقَ لاستضافة المسلمين، فإذا مرَّ بها أحد منهم, فاستضيفوه يوماً وليلة، وأصلحوا شأنه، وتعهدوا دوابه، فإذا كان يشكو نصباً ، السبب: أنه في عهد هذا الخليفة العظيم جمعت أموال الزكاة، وكأن الفقر قد انتهى، لذلك لم يجد هذا الخليفة مصرفاً للزكاة، فبدا له أن يفيَ عن الغارمين دَيْنَهم، ثم أمر بهذه المرافق الحيوية كي تكون في خدمة المسلمين، فإذا كان يشكو نصباً, فاستضيفوه يومين وليلتين، وواسوه، فإذا كان منقطعاً لا مؤنة عنده، ولا دابة تحمله، فأعطوه ما يسدّ حاجته، وأوصلوه إلى بلده، فصدع الوالي بأمر أمير المؤمنين، وأقام الفنادق التي أمره بإعدادها، فَسَرَتْ أخبارُها في كل مكان، وطفِق الناسُ في مشارق البلاد الإسلامية ومغاربها يتحدثون عنها، ويشيدون بعدل الخليفة وتقواه .
فما كان من وجوه أهل سمرقند, إلا أن وفدوا على واليها سليمان بن أبي السري، وقالوا: إن سلفك قتيبة بن مسلم الباهلي قد دهم بلادنا، من غير إنذار، ولم يسلك في حربنا ما تسلكونه معشر المسلمين، فقد عرفنا أنكم تدعون أعداءكم إلى الدخول في الإسلام، فإن أبوا دعوتموهم إلى دفع الجزية، فإن أبوا أعلنتم عليهم القتال، هؤلاء أهل سمرقند بَلَغهم أن هذه هي الطريقة الشرعية لفتح البلاد، أمّا هم فلم يُعرَض عليهم الإسلام، ولم يُدعَ إلى دفع الجزية، بل حوربوا مباشرة، فاشتكوا إلى الوالي الذي كان عليهم، اشتكوا سلفه الذي داهم بلادهم، وهو قتيبة بن مسلم الباهلي، يقولون: 
وإنا قد رأينا من عدل خليفتكم وتقواه, ما أغرانا بشكوى جيشكم إليه، فقدَّم أهل سمرقند شكوى، والاستنصار بكم على ما أنزله بنا قائد من قوادكم، فأْذَنْ أيها الأمير لوفد منا بأن يَفِد على خليفتكم، وأن يرفع ظلامتنا إليه، اسمح لنا أن نرسل وفدًا إلى دمشق نرفع ظلامتنا على قتيبة بن مسلم الباهلي الذي داهمنا، ولم يسلك الطريقة التي شرعها نبيُّكم، فإذا كان لنا حق أعطيناه، وإن لم يكن لنا حق عدنا من حيث ذهبنا، فأذن سليمان لوفد منهم بالقدوم على الخليفة في دمشق، فلما صاروا في دار الخلافة، رفعوا أمرهم إلى خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز، فكتب الخليفةُ كتاباً إلى واليه سليمان بن أبي السري، يقول فيه: 
أما بعد؛ فإذا جاءك كتابي هذا, فاجلِسْ إلى أهل سمرقند قاضياً, ينظر في شكواهم، فإن قضى لهم، فأمر جيش المسلمين بأنْ يغادر مدينتهم، وادعُ المسلمين المقيمين بينهم إلى النزوح عنهم، وعودوا كما كنتم، ويعودون كانوا قبل أن يدخل ديارهم قتيبةُ بن مسلم الباهلي .
فلما قدم الوُفد على سليمان بن أبي السري، ودفع إليه كتاب أمير المؤمنين، أَجْلَسَ إليهم قاضي القضاة، فنظر في شكواهم، واستقصى أخبارهم، واستمع إلى شهادة طائفة من جند المسلمين وقادتهم، فاستبان له صحة دعواهم، وقضى لهم عند ذلك، الآن صدر قرار مِن قاضٍ مسلم يحكم على جيش إسلامي بالخروج من سمرقند، لأن فتحها لم يكن شرعياً، عند ذلك أمر الوالي جندَ المسلمين أن يُخلُوا لهم ديارهم، وأن يعودوا إلى معسكراتهم، وأن ينابذوهم كرّة أخرى، فإما أن يدخلوا بلادهم صلحاً بالجزية، وإما أن يظفروا بها حرباً، وإما ألاّ يكتب لهم الفتح لو انهزموا، لم يصدَّقْ أهل سمرقند لما جرى، فما سمع وجوه القوم حكمَ قاضي القضاة لهم، حتى قال بعضهم لبعض: وَيْحَكُم، لقد خالطتُم هؤلاء القوم، وأقمتم معهم، ورأيتموهم من سيرتهم، وعدلهم، وصدقهم ما رأيتم, فاسْتَبْقوهم عندكم، وطِيبُوا بمعاشرتهم نفساً، وقرُّوا بصحبتهم عيناً) والمصدر الآخر:
سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ التاريخ وحضارة الاسلام 2015 ©